مــــــــــهـــــــدي عــــــــامــــــل

صفحة تختص بالمفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل

Monthly Archives: جوان 2011

قصيدة “إلى مهدي عامل”


إلى مهدي عامِل

خضر سلامة

ككل النسور التي تصطاد السماء

من أيدي الآلهة

لتعيدها لأهل السهل:

يُطاردها الأغبياء

ويراقصها الرصاص

رقصة الغدر

كأي نسر.

كأي نسرٍ، ساعة الموت

يقفل جناحيه على سرّ الخلق

وفكرة العشق.

ثم كي لا ينتصر قاتله:

يعض على الألم

ويعود تراباً جميلاً

نقياً.. يحرس العلَم.

كأي نسرٍ ولِد

بالأحمر

وقتل

بالأحمر

وبعث مهدياً مقاتلاً

مخلصا للفقراء

من كذب الأنبياء

في أرض عامل.

كأيٍ مهديٍ

مهديٍّ مقاتل.

مهدي عامل.

مهدينا: كان أجمل الفلاحين

عند شكّ التبغ

وكان أجمل المصلّين

عند الصلاة لبيدر قمح

كان كتاباً يقرأه الذاهبون إلى الحصاد

والعائدون إلى الحقل

قرآناً لم تزوّره العمامات

يُقرَأ عند الفجر.

ويبتسم النعمان.. أن ظهر المهدي

في أرض الفقراء.

في عامل.

مهدي عامل.

ويزيدٌ، يحصي أعداد القتلى

“قتلنا اليوم خمسون رفيقاً

ستون فقيراً

مئة فلاح.. بنيرانٍ وطنية

وعدواً واحداً.. كان عن طريق الخطأ”

ويزيد يحتل المساجد

صار هو الشرع:

يغيظه الفرح

بعيونٍ النسر

تقتله الحكمة..

من ثغر إمامٍ بثياب رثة

يمشي والفلاحين إلى قبضة منجل

ويدلّ على بيت السارق

والقاتل

والفاعل بالشعب

بأمر الله.

يدين القتل وفعل القتل

فيقول القاتل

فليقتل هذا القائل:

فليُقتل مهدي عامل.

يزيد هو الشرع

في أرضٍ تزرع رائحة الذكرى

كل فجر

وتضيء الورد

على القبر

مهديٌ هو النبع.

العطش العطش..

قتلوا مهدينا.

مهدي عامل

قولي أيتها الأرض

مهدينا مات

قتله أبو جهل

ورمى رأسه فوق الرمح

طافوا بالرأس على الكعبة

مهدينا مات

داسته خيولٌ من عصر الردة

قتلوا علياً

قتلوا حسيناً

قتلوا أبا ذر

قتلوا المهدي..

قتلوا كل الشرفاء.

من يبكي اليوم مع الفقراء؟

من يحرس دم الشهداء؟

من يكشف كل العملاء؟

قتلوا مهدي.

ثم بكوه.

قومي أيتها الأرض

اذا ما عاد

سميه نبياً، لم يتنجس بالمال

سميه رسولاً، يحمل دمع العمال.

سميه صليباً

يحمله الأطفال.

سميه فقيراً

فلاحاً

وسلاحاً

أو أهزوجة عرس

في جبل عامل.

مهدينا..

مهدي عامل.