مــــــــــهـــــــدي عــــــــامــــــل

صفحة تختص بالمفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل

مهدي عامل/صورة انسانية فكرية


مهدي عامل/صورة انسانية فكرية

 

مهدي عامل/الحوار المستمر

 رامي مهدي

سؤال نطرحه على أنفسنا, بين الحين وآخر, كلما جرى الحديث عن مهدي: ترى, ماذا كان مهدي سيكتب, بعد سلسلة الانهيارات الكبر, والهزرائم والضياع والبلبلة في أفكار ومقولات المارمسيين العرب, والتفتيش المحموم عن أفق؟

هل كان سيؤكد, ما كان يطمح اليه دائما: ها ان زمان تحرّر الماركسية قد أتى.. وقد آن للماركسيين العرب, بدورهم, وكما كان يفترض بهم من زمان: أن يتحرروا… فهم لم يعودوا مضطرّين/ ملزمين أن يأخذوا باعتبارهم, لدى صياغة كل مقولة أو خطّة لهم, المواقف والمستلزمات السياسية, الىنية, للشقيق الكبير

مهدي, في العنق من كتاباته, وفي العديد من صياغاته الواضحة, لم يكن يأخذ في اعتباره هكذا اعتبار.. أي لم يكن يتقيّد أبدا بما كانت تقيّد به نفسها”القيادات الرسمية” للحركات الشيوعية العربية… لا تنازل عنده, أو تسامح, في النظرية. وانطلاقا من النظرية, كان يرى صرورة التركيز على ما هو مميّز في مجتماعتنا العربية.. “فالقانون النظري, الذي له بالضرورة طابع كوني, لا يوجد الاّ مميزا” وفي أكثر أعماله النظرية البحثية, ان لم نقل فيها جميعا, تنويعات على محاولته الأساس للجواب عن هذا التسياؤل الأساس:”-ما هو الشكل أو بالأحرى ما هي الأشكال المحددة التي تتميز فيها حركة القوانين التاريخية الكونية في الحركة التاريخية للمجتمعات العربية المعاصرة؟” وفي الطريق الى ملامسة الاجابات, والسير في اتجاه وضوح معرفي, كان عليه أن ينجاوز وينقد, أو بنقض, ثوابت كثيرة مما صار متكوّنا في الفكر الماركسي, ويطرح تساؤلاته دائما عليها, لنهتدي الى الطريق الخاص, لتكوين فكرنا الماركسي ماركسيتنا نحن, ذلك بالكشف المعرفي عن الخاص في بنيات مجتمعاتنا العربية, أي: تمييز ما هو كوني… وهكذا فان وضع فكرنا الماركسي المتكوّن موضع التساؤل هو الطرق الوحيد لتطوّن فكرنا الماركسي

عبر المسار المتحرّر, والتحرري, توصّل مهدي عامل الى صياغة العديد من مفاهيمه ومقولاته المختلفة عن/ والمتخالفة مع/ الثوابت الفكرية في الحركة الشيوعية العربية… ولكنه اذ يصل الى صياغة مفهوم ما, أو قناعة معرفية محددة يندغع الى حد الافتراض ان هذه الصيغات هي وحدها الصحيحة..فيدافع عنها بمنطق متماسك جدا, صارم جدّا, وممعن جدا في تشدده

الآن وقد دخلت الماركسية زمان تحررها, بمعنى انها تحررت من السقف العام- الضاغط نظريا- للحضور السوفياتي, وتحررت الى حدّ بعيد من سلطان التحزّب والنصية وتقديس الأصول… ولمهدي اسهام واضح في هذا المجال التحرري… الآن وقد مضت سنوات على اغتيال مهدي عامل, وكتبت عنه, اثر غيابه, الكثير من الكتابات التقييمية. وكان فكره, خلال هذه السنوات مجال أطروحات جامعية, بعها تقييمي وبعضها دخل في حوار ونقاش مع فكره… الآن صار ضروريا وفي ضوء ممارسته التحريرية النقدية نفسها القيام بقراءات جديدة تقييمية/ نقدية لفكر هذا المفكر الشمولي في نظريته والدقيق في مجاله

ولعلي أثقان هذه القراءات, مهما حملت من أحكام انتقادية, سوف تفضي الى استنتاج يقول: ان جديد مهدي عامل من شأنه أن يغني الجديد في حرية الفكر العربي ويسهم في دفع هذا الفكر في اتجاه اضاءات معرفية لما هو خاص في قلب العام, المميز عبر الكوني في مجتمعاتنا العربية, ذلك أن أي جهد تنظيري فكري جديد في هذا المجال صار ضروريه مستقبلية

أضف تعليق