مــــــــــهـــــــدي عــــــــامــــــل

صفحة تختص بالمفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل

انتظار من نوع آخر (رسالة الى مهدي عامل)


انتظار من نوع آخر


 د.مفيد قطيش

(رسالة الى مهدي عامل)

ككل عام نتظرك كما ينتظر الزرع المطر.

ننتظر ابتسامتك التي تفتح الطريق أمام فكرك المتوهج الى قلوب وعقول الكادحين.

وننتظر محاججاتك الصارمة النافذة الى أعماق الغلط لتقتلع منه جذور التمدد .

ننتظر جديدك الساعي لتوطين الماركسية في بيئتنا العطشى لبوصلة الحقيقة التي تؤشر لقاطنيها طريق قطع التبعية بالتحرر الوطني.

ننتظر الثوري الذي قرر الأنحياز للثورة وتقريض المخصيين.

ننتظر مبدع الأنحياز للمعرفة ومبدد الملل وكاشف عورات واقعنا والمبشر بالأمل القادم كأنه على قاب قوسين أو أدنى: “اذ انت غير مهزوم ما زلت تقاوم”.

ننتظر االشاعر الذي جبل أفكاره بمشاعره بطموحه ليحفز حزبا تربى فيه على امتشاق الجماهير لأقتحام مسرح التاريخ- مسرح السياسة الذي احتلته أحزاب طبقة مسخ –حوّلت الجماهير فيه الى متفرجين مفعول بهم لتصبح الفعل والفاعل فتحقق نظرية الصراع الطبقي وتحل ازمة البديل الثوري التي أرقت لياليك بعد ان شغلت كل نهاراتك.

لم يعلموا يا مهدي انك أدركتنا باكرا وأعفيتنا من عبء الأنتظار، فتركوا أسلحتك على رفوف المكتبات طعاما للعث ومفترشا للغبار فكم هما محسودان هذا العث وهذا الغبار.أهدروا كل الأسلحة التي شحذتها ليوم الثورة .وقع الخيار على بيت غريب عن الثوار والماركسيين أسمه الشرنقة حيث الحياة المنفردة والعزف المنفرد والرقص المنفرد بديل عن عرس الثورة العاجق بالراقصين والعازفين .

فجأة تذكرك التاريخ يا مهدي.استعاد صوتك في تونس ومصر وسوريا واليمن وكل بقاع العالم العربي حتى في بيروت التي حكموا عليها زورا انها مملكة “الطوائف” ومحمية بقايا الأقطاع المتنوع المشارب.

لقد انفجرت أخيرا يا مهدي أزمة البرجوازية الكولونيالية – انفجرت ازمة سياسية .

ها هي الجماهير تقارع نقيضها على السلطة لأسقاط انظمة الأستبداد والكولونيالة.

والثورة المضادة تسير بموازاتها وخلفها واحيانا امامها متربصة ومتلهفة لتدخل خارجي ينقذها.

لكن البديل الثوري كان يغط في سبات عميق ،فقهقه التاريخ وسخر من الذين لا يرون في حركته الاّ المآزق. وها هو يبعث من اعماقه بديلا ثوريا جديدا يانعا ، يولد في الساحات والشوارع والخيم ، ها هي نواة اليسار الجديد للقرن الواحد والعشرين تنمو وتزدهر خطوة خطوة وان ببطء وان كان الذئب يتتبع حركتها متربصا .

ابتسم يا مهدي فقد كنت على حق.ولذلك اسعجلوا تغييبك . ونحن نبتسم لصدى صوتك الصادح في ارجائه من المحيط الى الخليج

أضف تعليق